الأسهم تعاود الارتفاع والذهب يجد طلبًا

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية بداية إيجابية في جلسة تداول يوم الاثنين، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.40% بينما سجل مؤشر NASDAQ ارتفاع بنسبة 0.70% لينهي الجلسة عند 20,539. هذه التحركات جاءت بعد التراجع الذي شهدته الأسواق يوم الجمعة الماضي، عندما أشار الفيدرالي إلى عدم وجود عجلة لتخفيض أسعار الفائدة، ومتزامن بارتفاع في عوائد السندات ما أحدث ضغوطًا على السوق.

فيما يتعلق بالذهب، ارتفع المعدن الأصفر بنسبة 1.9% ليصل إلى مستوى اعلى من 2,600 دولار للأونصة، بعد سلسلة من التراجعات. هذا الارتفاع جاء بالتوازي مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي USDX بنسبة 0.45% ليغلق مؤشر عند 106.15 نقطة، بالإضافة إلى انخفاض طفيف في عوائد السندات الأمريكية. كانت أسعار الذهب قد تراجعت بما يقارب 9% من ذروتها السابقة، متأثرة بارتفاع الدولار والعوائد في السندات خلال الفترة الماضية. الدعم الرئيسي لأسعار الذهب في الوقت الراهن يأتي من التراجعات في قوة الدولار والشراء من متداولي الدخل الثابت والذي بدوره قلل من عوائد السندات مقارنة بالاسبوع المنصرم، وهو ما يعزز من جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد تقلبات الأسعار.

أما في قطاع العملات الرقمية، فقد شهدت بيتكوين ارتفاع بنسبة 3%، لتتجاوز مستوى 91,700 دولار، مدفوعةً بأنباء استثمار محتمل من شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا في العملات الرقمية عبر شراكة مع منصة Bakkt. هذا التحرك يعكس حالة من التفاؤل المتزايد في القطاع الرقمي، مع التوقعات بأن الولايات المتحدة قد تشهد تحولًا تنظيميًا يعزز من قبول العملات الرقمية على نطاق أوسع. في الوقت نفسه، تشير التقارير إلى أن اهتمام المؤسسات الكبرى في دخول هذا القطاع يتزايد، وهو ما يفسر تحرك البيتكوين مسارها الصعودي الحالي. التوقعات تشير إلى أن بيتكوين قد تتجاوز حاجز 100,000 دولار في حال استمرت هذه الاتجاهات التنظيمية الإيجابية والمعنويات السوقية التي تدعم زخم الصعود الحاد في الأسعار.

بالنظر الى شركات السوق الأمريكي ، تسلا Tesla شهدت أسهمها صعود ملاحظ بنسبة 5.6%، ليصل السهم إلى 338 دولارًا. هذا الارتفاع يعكس التفاؤل بشأن التسيير لتسلا بتطبيق تقنياتها في القيادة الذاتية الكاملة في ظل الإدارة الأمريكية المقبلة. العلاقة القوية بين إيلون ماسك والإدارة الجديدة قد تسهم في تسريع تبني هذه التقنيات والسماح بها ، مما يفتح أمام تسلا آفاقًا جديدة للنمو في المستقبل. ومع ذلك، التغيرات التي قد تنشأ نتيجة للبيئة التنظيمية في قطاع السيارات ذاتية القيادة بالكامل من المرجح ان تشكل أحد عوامل المخاطر على تحركات سعر سهم الشركة.

على صعيد إنفيديا Nvidia، تراجعت أسهم الشركة بنسبة 1.22% في بداية الأسبوع، حيث أغلقت عند 140 دولارًا بعد أن كانت قد تداولت في نطاق ضيق بين 137.7 و141.5 دولارًا. يترقب المستثمرون تقرير نتائج الشركة المقرر في 20 نوفمبر، حيث تشير التوقعات إلى أن إنفيديا ستسجل إيرادات بنحو 33 مليار دولار وأرباحًا قدرها 0.74 دولار للسهم. ستكون نتائج إنفيديا محورية في تحديد اتجاه السهم في الفترة القادمة والقطاع التقني بشكل عام ، ومن المهم الإشارة إلى أن مفاجآت الارباح قد تدفع السهم إلى تسجيل تحركات كبيرة تقدر ان تصل الى 8.8%. ولكن نظرًا للتوقعات العالية، فإن تحقق نتائج تفوق التوقعات سيكون أمرًا صعب التحقيق.

من خلال هذه التحركات، يتضح أن الأسواق تميل الى السير في اتجاه صعودي، لكن التقلبات تظل قائمة في ظل البيانات الاقتصادية التي ستصدر في الأيام المقبلة، أهمها بيانات سوق العمل، التي ستكون محورية في تحديد التوجهات المستقبلية. في الوقت نفسه، تستمر العملات الرقمية في جذب الانتباه، حيث يترقب المستثمرون مزيدًا من الدعم التنظيمي للقطاع بينما تنتظر الأسهم التكنولوجية نتائج نيفيديا كمحرك أساسي هذا الاسبوع للتوجهات المستقبلية.